Thursday, November 7, 2013

للذكر مثل حظ الأنثيين !ـ


} امرأتان في أمريكا وضعتا في نفس الوقت، واحدة أنجبت ولداً والأخرى بنتاً، وبسبب خطأ من الممرضات لم يُعرف من أنجبت الولد ومن أنجبت البنت. بعد ذلك قاموا بفحص الدم ﻭ الـ(DNA) فوجدوا النتيجة متقاربة جداً مما جعل الأطباء في حيرةٍ من أمرهم ولم يستطيعوا حل هذه المشكلة والامرأتان تصران كل واحدة منهن أنها هي التي أنجبت الولد،

المهم قاموا الأطباء في المستشفى بإبلاغ  المسؤولين عن هذه المشكلة.. وعند وصول الخبر للمسؤولين قالوا : ﻻ‌ يحل هذه المشكلة غير المسلمين.. حيث قاموا بالاتصال بأحد الأخوة في المملكة العربية السعودية وجاء الحوار كالتالي..

الأمريكان : ألم تقولوا أن كل مشكلة إلا ولها حل في دينكم. فقال: بلى. فأخبره القصة فقال : الحل بسيط جداً، خذ قطرات من الحليب لكلا الامرأتين وقم بفحصه. فالحليب الذي يحتوي على أكثر مواد غنية ومغذية فهي المرأة التي أنجبت الولد.. والحليب الذي يحتوي على اقل مواد غنية ومغذية فهي المرأة التي أنجبت البنت. فذهب الأطباء وأخذوا عينات من الحليب وقاموا بفحصها وفعلا وجدوا الفرق بينهما وعلموا من منهما أنجبت الولد ﻭ البنت.

حيث يقول الله تعالى " للذكر مثل حظ الأنثيين "

( أجمل ما قرأت اليوم )

سبحانك ربي. {

هذه التدوينة العجيبة منقولة بالنص من فيسبوك، حيث انتشرت انتشاراً واسعاً مثلها مثل كل أخواتها من الشائعات والأشياء الغير منطقية التي امتلأت بها مواقع التواصل الاجتماعي وبعد انتشار نظرية "شير في الخير، وانشرها ولك الأجر"

وهي تحكي عن امرأتان وضعتا في نفس الوقت في " وحدة سيدي عمر الصحية " في الولايات المتحدة، حيث أن هذا هو المكان الوحيد الذي يمكن أن تخطئ فيه الممرضات ويتبدل المولود بآخر قبل أن يتم تسجيله.

اختلفت المرأتان وكلتاهما تريد أن يكون لها المولود الذكر - لأن زوجها المتعصب سيطلقها إن علم أنها أنجبت أنثى، فهو يحلم بذكر يحمل اسمه ! – ولم يجد الأطباء حلاً سوى فحص الدم والDNA  ، وظهرت نتيجة التحاليل لتكشف لنا عن مفاجأة كبيرة، وهي أن النتيجة متقاربة جدا. وكلمة متقاربة هنا تدل أيضا على وجود اختلاف في نتيجة الفحص مما يساعد في معرفة نسب الجنين، أو أن من كتب يقصد أنها متطابقة، وهنا نهدم كل ما قرأنا عن البصمة الجينية التي لا تتشابه أبداً في شخصين، حتى لو كانا توأماً، مثلها مثل بصمة الأصابع.

كبرت المشكلة ووصلت للمسؤولين في الولايات المتحدة بعد أن حار في حلها الأطباء، وهنا تفتق ذهن المسؤول العبقري - في دولة هي الأولى في البحث العلمي – عن الاستعانة بأحد المسلمين لأنهم هم فقط من يستطيع حل هذه المشكلة بكل ما حباهم الله من فطنة وذكاء وتعليم على أعلى مستوى، أو أن المسؤول أراد إحراج المسلمين بهذه المشكلة التي لا حل لها لأنهم يقولون أن دينهم حل كل المشاكل الدينية والدنيوية.

اتصلوا بأحد – الأخوة – في السعودية، ولا نعلم من هم الأخوة بالضبط ؟ هل هم مثلاً أطباء نساء وتوليد، أم علماء جينات، أم علماء دين، لم يُذكر على وجه الدقة، ولكن ما ذُكر هو أن هذا الأخ العبقري وجد الحل في القرآن الكريم مطبقاً الآية الكريمة " للذكر مثل حظ الأنثيين" على لبن الأم !، حيث أثبت أن لبن الأم يحتوي على مواد غذائية أكثر في حالة المولود الذكر ( وهو ما أثبته الباحثون الأمريكيون بالفعل حينما وجدوا أن نسبة الدسم في لبن الأم الذكر 2.8% مقابل 0.6% لأم الأنثى، ولكنهم أثبتوا أيضاً أن هذه النسبة في ظروف الرخاء فقط، وفي ظروف القحط تتحول النسبة إلى 2.6% لأم الأنثى مقابل 2.3% لأم الذكر).

وهكذا حُلت المشكلة العويصة التي حيرت الأطباء والمسؤولين في الولايات المتحدة، ولم تذكر التدوينة الخبر المعتاد بأن كل أطباء الولايات المتحدة أسلموا بعد حل هذه المشكلة.

من الممكن أن نتعامل مع الأمر على أنه مزحة، ولكنا مزحة سخيفة. والأكثر سخافة منها أن هناك يتعامل معها كأنها واقعة حدثت بالفعل، يظنون بذلك أن هذا نصر لدين الله، كما نتعامل دائما مع إسلام أي شخص في العالم ولو كان لاعب كرة وكأنه صلاح الدين الذي أتى لينصر الإسلام، وهذا كله ينبع من عدم ثقتنا في ديننا، والتي تنبع بدورها من عدم فهمنا له، فنحن فهمنا الدين على أنه صلاةً وصياماً وقياماً فقط، وهي أركان أساسية للدين. ولكن الله خلق الإنسان وجعله خليفةً له في الأرض، ليعمر ويبدع وينهض ويقيم حضارة، ولو اراد الله من يسجد ويصلي له فقط، فهناك ملائكة ساجدين وراكعين ليوم الدين، لا يعصون الله ما أمرهم، ولكن الله أعطانا العقل والاختيار لأننا مسؤولون عن إعمار الأرض.

أما استخدام الآية الكريمة " للذكر مثل حظ الانثيين " فهي هنا ضربة لعصفورين بحجر واحد، فهو من ناحية أصبح إعجازاً علمياً للقرآن الكريم وكأن القرآن تحول من كتاب ديني ومنهج لأسلوب الحياة لكتاب في علم الأجنة وحليب الأمهات، أما الضربة الأخرى فهي لإثبات أفضلية الرجل عن المرأة " وكله بما لا يخالف شرع الله ". ونسينا هنا أن هذه الآية واضحة وصريحة وقاطعة في الميراث فقط، والذكر له حظ الأنثيين في الميراث لمسؤوليته عنهن وكفالته لهن، وليس لأفضلية حباه الله بها. وليس للذكر مثل حظ الأنثيين في أي شيء آخر، و " الرجال قوامون على النساء " أيضاً في الكفالة والإنفاق فقط وليس في المطلق، ومستخدِم هذه الآية لهذا الغرض كبائع عصير القصب الذي يكتب على حانوته " وسقاكم ربكم شراباً طهورا "

الله أمرنا بأن نفهم ونعقل ونفكر ونتدبر ونسير في الأرض متأملين فيها ومستكشفين، أفلا تعقلون.

 

أحمد عويضه

8 comments: