العاشرة مساءا

قرار:

في ساعة مغربية وهما قاعدين بيشربو الشاي قرر سي الحاج هشام قنديل هو واصحابه الوزراء في لحظة  تجلي انهم يقفلو المحلات كلها من الساعة 10 مساءا.. تقريبا كانو لسه مخلصين فرجة على فيلم فول الصين العظيم وتاثرو بمقولة هنيدي الخالدة "وربنا لانيمك من المغرب يا صين" بس هما لقو ان المغرب بدري اوي وعشان كدا خلوها الساعة 10 .

اسباب القرار:

قال ايه خير اللهم اجعله خير على حسب ما سمعنا هو ليه 3 اسباب:

اول سبب انه يرشد استهلاك الكهرباء ويوفر للدولة، وتاني سبب هو حل ازمة المواصلات (والله ده اللي قاله وزير التنمية المحلية ومحدش يسالني ازاي لأن الناس دي عندها قدرات ما ورائية وهما ادرى مني) وتالت سبب هو ان الحكومة قررت تنيم الناس بدري عشان تصحى بدري لشغلها.

لو اتكلمنا شوية عن الاسباب هنلاقي ان السبب الاول ما هو الا مسكن لمشكلة الكهرباء ودي عادتنا 

الطبيعية النابعة من ثقافة المسكنات اللي بنعشقها وبنستخدمها في حياتنا كلها، لكن نستخدمها احنا المواطنين العاديين في بيوتنا حاجة وتستخدمها الحكومة دي حاجة تانية خالص او مصيبة تانية خالص بمعنى اصح.

وده طبعا تاني حل لازمة الكهرباء من الحكومة المصرية بعد الحل العبقري اللي طلع بيه السيد هشام قنديل اننا نقعد بالبوكسرات في البيوت ونقعد ف اوضة واحدة بس كلنا ونسيب باقي الشقة للعناكب تعشش فيها براحتها، ودلوقتي مطلوب من كل المواطنين الشرفاء انهم يعملو كل حاجة في يومهم قبل الساعة 10 مساءا (يعني بعد ما تخلص شغلك الساعة 5 وتروح البيت في ساعتين عشان ازمة المواصلات وتتغدى وتريح ساعتين كمان تبقى جات الساعة 9 يعني باقي من الزمن ساعة تعمل فيها كل اللي انت عايزه).

بدل ما يدورو على حل جزري للمشكلة سواء كان صيانة محطات التوليد او انشاء محطات زيادة لسه بردو ماشيين بنفس  ثقافة المسكنات واشباه الحلول.

أما السبب التاني وهو حل ازمة المواصلاة الساعة 10 مساءا ده بصراحة انا مش فاهمة عشان طبعا انا قدراتي محدوده وفهمي على قدي.

السبب التالت وهو ان الناس تنام بدري عشان تروح شغلها مصحصحة احب اقول لحضراتكم ان المشكلة فى ان الناس بتنام متاخر او تصحى متاخر، المشكلة ان المواطن بيروح شغله ف مواصلات غير آدمية اصلا وده اللي بيخليه لا بيشتغل ولا بينتج لانه الطبيعي ان واحد على اول الصبح وهو بيقول يا فتاح يا عليم يستخدم المواصلات الغير آدمية دي لما يروح الشغل مش هيبقى عنده قدرة انه يعمل اي حاجة ولا طايق يعمل اي حاجة اصلا. وفرله مواصلات آدمية يروح بيها شغله وبعد كدا طالبه انه يؤديه على أكمل وجه.

كالعادة محدش فيهم فكر فى الآثار المترتبه على القرار ده ومنها ان فيه ناس كتير جدا هتقعد في بيوتها لان المحلات اللي بتشغل ورديتين او تلات ورديات عشان بتفضل شغالة لوقت متأخر او شغالة 24 ساعة هتقفل من الساعة 10 والناس دي مش هيبقالها اي مكان في الشغل ومفيش صاحب شغل هيحمل نفسه تكلفة زيادة، وبكدا مؤشر البطالة عندنا هيبقى اعلى من مؤشر بورصة نيويورك.

وبعد ارتفاع مؤشر البطالة وقفل المحلات من الساعة 10 مساءا طبعا الشوارع هتفضى، تخيلو كدا بقى معدل الجريمة هيبقى شكله ايه وهنوصل لحد فين لان مفيش حد في الشوارع والعاطلين هيزيدو باعداد لا يستهان بها ومعروف ان البطالة هي السبب الرئيسي لاي نشاط اجرامي.

حضرات السادة الأفاضل اعضاء مجلس الوزراء.. ابوس ايديكم فكرو قبل اي قرار تاخدوه وبلاش والنبي القرارات اللي بتيجي ساعة صفا دي.

أحمد عويضه

صلاة العيد الانتخابية

قبل العيد بكام يوم اتوزعت دعاية ويفط بتشجع الناس على صلاة العيد.. بس مش لعمل الخير لان كل يافطة تخص جماعة معينة عايزة الناس تصلي العيد معاها هي ..

(جماعة الاخوان المسلمين تدعوكم لصلاة العيد في ساحة الخليلية بجوار موقف الاوتوبيس القديم) ..  ساعتين واليافطة  تتقطع وتلاقي يافطة جديدة (الجماعة السلفية تدعوكم لصلاة العيد في ساحة الشبان المسلمين)..  ساعتين كمان واليافطة تتقطع وتتعلق مكانها يافطة (الجماعة الاسلامية تدعوك لصلاة العيد بنادي قنا الرياضي).

تشتد المنافسة بين الجماعات التلاته وكل جماعة عايزة تجيب الناس تصلي عندها فيعلنو عن مسابقات للمصلين بعد الصلاة وهتتوزع فيها "هدايا قيمة" للفائزين ويسربو الاخبار عن الهدايا انها مراوح وشفاطات ولحوم واكل وغيره ومش ناقص غير انهم يعملو سحب على عمرة المولد النبوي.

كل جماعة من الجماعات بتحاول انها تجذب االناس بطرق تانية زي اعلان كل جماعة ان الشيخ اللي هيصلي العيد جاي من القاهرة وتعريف الناس بحسناته وكراماته وانه افضل من باقي المشايخ اللي هتصلي العيد في الاماكن التانية ده غير تذكير الناس بفضل كل جماعة واعمالها وفضائلها و"جهادها في سبيل الله" كل جماعة بطريقتها.

استمرت حملة الدعاية 3 ايام قبل العيد والناس تفرقت، كل واحد راح يصلي ف مكان من التلاتة ده غير الناس اللي صلت في جوامع تانية. ويفاجئ الناس انهم راحو حملة انتخابية مش صلاة عيد.. يفط كبيرة متعلقة لكل جماعة او حزب وناس "منظمين" للصلاة بيقولو لكل واحد يقعد فين.

صلى الناس في التلات ساحات ركعتين العيد وبعد كدا طلعو المشايخ عشان يخطبو.(يقال ان الشيخ الي خطب مع الجماعة الاسلامية كان من اعوان بن لادن وكان محكوم عليه بالإعدام وطلع في العفو اللي عمله سي مرسي). ومحدش فهم حاجة من التلات خطب عشان الناس مركزة في ورق الدعاية اللي بيتوزع عليهم لحزب الحرية والعدالة وحزب النور والجماعات الاسلامية ودخل كمان حزب الدستور في حرب توزيع اوراق الدعاية في صلاة العيد عملا بمبدأ "اشمعن هما !!" واستمرت الحملة دي طول مدة خطبة العيد لحد ما الناس ضجت وقرفت منهم.

انتهت الخطبة وحفلة توزيع اوراق الدعاية ودخلنا بقى في المسابقات والجوايز القيمة. كل جماعة طلعت واحد فاكر نفسه جمال الشاعر في برنامج الجائزة الكبرى يسأل الناس اسئلة واللي يجاوب صح ياخد مروحة او شفاط او مكنسة بالكهربا وفي خيمة الاخوان المسلمين مدير المسابقة سأل سؤال وفيه طفل جاوب عليه والمدير مرضيش يديله الجايزة لأنه ابن اخته مع ان الولد كان عارف الاجابة وهو اللي جاوب عليها ويستحق الجايزة لكن هو حب يعمل نفسه سيدنا عمر بن الخطاب ومتخيل ان ده عدل وهو ظالم الطفل اللي جاوب اجابة صح وماخدش الجايزة.

أما بقى جامع السيد عبدالرحيم القنائي اكبر جوامع قنا والجامع الرسمي اللي بيصلي فيه المحافظ ومساعديه.. ده بقى كان الطامة الكبرى لأنه اقام صلاة العيد قبل ميعادها بتلت ساعة وكانت النتيجة ان اغلب الناس ملحقتش تصلي العيد واللي لحق يصلي هو بس اللي راح الجامع بدري بنية انه يكبر تكبيرات العيد مع الناس قبل الصلاة.

ولحد دلوقتي محدش فاهم ليه جامع السيد صلى صلاة العيد قبل ميعادها بتلت ساعة، ومفيش تفسير غير ان السيد المحافظ اللواء عادل لبيب جيه بدري الجامع عشان يصلي العيد وواضح انه كان مستعجل عشان عنده مشاغل تانية (كتر خيره بصراحة مش عارف يلاقي وقت فاضي لان وقته كله للبلد والناس وده طبعا تأثيره واضح جدا على البلد والناس) وده ادى ان فضيلة الشيخ امام المسجد اقام الصلاة بدري واغلب الناس ملحقتش تصلي العيد.

نتيجة المهازل اللي حصلت دي كلها ان الناس يإما صلو العيد ومحسوش بالصلاة بسبب انها بقت دعاية انتخابية مش صلاة عيد يإما ملحقوش يصلو العيد عشان اكبر جامع في قنا اقام الصلاة قبل معادها، وبما ان اغلب الناس العيد بالنسبالهم هو الصلاة بس وبينتهي بانتهاء الصلاة، معنى كدا ان فيه ناس محستش بالعيد اصلا عشان ملحقوش يصلو او اتخنقو من الصلاة بسبب المهازل اللي حصلت فيها

منكم لله يا بعدا ضيعتو علينا العيد وفرحتنا بيه.

أحمد عويضه

ميكروباص النهضة

جيزة جيزة .. حد جاي جيزة

جيزة يا اسطى؟؟ اه جيزة يا بيه.. اركب.

 تركب العربية وتحاول تقعد على الكنبة وركبك لازم تحفر مكان ف ضهر الكنبة اللي قدامك وتفضل مستنى لحد ما السواق يحمل العربية عشان تطلع (احيانا بيطلع واحد فنجري يشيل هو اجرة المكان اللي ناقص عشان ننجز).ـ

يدور السواق العربية ويبدأ يتحرك وفجأة تلاقي انفجار ف طبلة ودنك، والمطرقة والسندان يدقو كفته زي نعيمة الصغير ف فيلم الشقة من حق الزوجة .. كل ده بسبب ان السواق شغل الكاسيت او الام بي ثري وطبعا العربية تتحول لفرح بلدي ف ثانية بسبب سماعات الدي جي اللي تحت الكنب.. تصرخ بعلو صوتك وطي شوية يا اسطاااااااااااااااااا.. والاسطى مش سامعك طبعا من الفرح اللي شغال او سامعك ومنفضلك وتحاول لحد ما تيأس منه وتحاول تفهم هو ازاي فيه بني آدم يتحمل الصوت المزعج ده ،ده لو كان اطرش ودانه هتوجعه من الصوت..

 شوية كدا ويبدأ السواق يسخن مع الاغنية ويقرر انه يخلي العربية ترقص ف الشارع وطبعا كل الركاب الموجودين هيرقصو بالاكراه مع العربية.. تبدا ترقص رقص ديسكو زي اللي ف افلام السبعينات وتحس باحساس قطع الفواكه ف علبة راني بيرجها بودي جارد.. نفسك تغم عليك وتبقى عايز ترجع ومش عارف تلاقيها من الصوت المزعج ولا من رقص العربية ف الطريق..

يوصل الميكروباص شارع ثروت وتلاقيه وقف.. تحمد ربنا انه بطل رقص وترضى باستمرار ازعاج الاغاني على اعتبار انها امر واقع خلاص، وتحاول تعرف هو وقف ليه تلاقي الشارع قدامك كله واقف ومحدش عارف هو واقف ليه.. تفضل العربية تتحرك بسرعة سلحفاة عندها شلل رعاش لحد ما توصل لتقاطع شارع مراد مع شارع ثروت عند جامعة القاهرة وتعرف اخيرا سبب الزحمة.. ان الباشا عسكري المرور مش واقف في خدمته والله اعلم راح يشوفله سبوبة فين وطبعا كل الناس تنسى ان فيه اشارات مرور وكله يحاول يعدي بالدراع وكله ف دماغه فكرة انا الاول وده يؤدي بشكل تلقائي ان محدش هيعدي ومن هنا تحصل ازمة المرور (مع العلم ان وجود عسكري المرور بيزود الازمة وده نتاج طبيعي لازم يحصل لما اجيب عسكري مرور من الارياف عشان يخدم في القاهرة، ده غير العساكر اللي بتعطل الدنيا عشان تسترزق).ـ

تستمر العربية في سباق السلاحف وموبايلك يفضل يرن.. اكيد صاحبك عايز يعرف انت فين لانه جاله دوالي من الوقفة وهو مستنيك وانت تقوله انك ف الطريق وقدامك بالكتير 3 دقايق وتكون عنده (والطبيعي انك فعلا تكون عنده بعد 3 دقايق ف الجيزة لو مفيش ازمة مرور) اما لو صاحبتك هي اللي مستنياك يبقى نصيحة تقفل موبايلك وتريح دماغك عشان مش هيبطل رن.

تبدا تتعب من الانتطار وركبك تصرخ ونفسها تسيبك وتخرج من الحفرة اللي هي عملتها ف ضهر الكنبة اللي قدامك وضهرك يقولك ابوس ايدك انزل من العربية وكلمها مشي ارحم من العذاب اللي بتعذبهولي ده، وكنب العربية يسخن بفعل موتور الغسالة اللي راكب فيها بدل موتور العربية ده غير سخونة الجو ومش محتاج اقولكم السخونة دي بتعمل ايه.

يوصل الميكروباص اخيرا الجيزة.. تنزل وانت فرحان اخيرا انك لمست الارض وشوية وهتوطي تبوسها من الفرحة.. تبدا تتنطط عشان تفك رجليك وضهرك اللي اتخشبو من القعدة السودا اللي كنت قاعدها دي، تبدأ تفوق وتبص حواليك تلاقي نفسك واقف ف عجينه من الميكروباصات والميني باص والبياعين اللي بيبيعو كل حاجة مع انك المفروض في ميدان مهم وحيوي، تبص ف ساعتك تلاقي انك متاخر اكتر من ساعة على معادك مع انك عامل حسابك ونازل قبل معادك ب نص ساعة وانت عارف ان المسافة متاخدش اكتر من 10 دقايق بالعربية، وتجري المسافة الصغيرة اللي فاضلة عشان توصل لصاحبك اللي غالبا هيكون اتنقل المستشفى عشان يعمل عملية دوالي بعد الوقفة المنيلة اللي هو وقفها دي.

وطبعا لازم نوجه الشكر للسيد الرئيس الدكتور المهندس محمد محمد المرسي وحكومته الموقرة وجهود ادارة المرور العظيمة ومشروع النهضة على انه حل 60% من ازمة المواصلات وبقيت دلوقتي بدل ما تتاخر تلت ساعة بتتاخر ساعة كامله بسبب انفراج ازمة المواصلات لدرجة خلت الناس زعلانة وتحاول انها تفتعل ازمات في المواصلات عشان بتحن لايام الزحمة والقرف.. والنبي يا ريس كفاية نهضة كدا عشان تعبنا وركبنا وجعتنا من كتر النهوض.

احمد عويضه

اسئلو الجمل

قاعة المحاكمة في قضية موقعة الجمل.. الناس ف القاعة مستنية بداية الجلسة يمكن تكون الاخيرة وينطق القاضي بالحكم.

الحاجب: محكمة!

يدخل القضاة القاعة ويسمع الناس صوت اجراس، ويدورو على مصدره ويبصو لبعض لحد ما يكتشفو ان القضاه هما مصدر الصوت ده لأن كل واحد فيهم لابس سلسلة فيها جرس ويتعجب الناس بس محدش يجرؤ انه يعلق عشان هيبة اللامؤاخذه القضاء.

القاضي: فتحت الجلسه.. الدفاع يتفضل.

كابتن الدفاع: سيدي القاضي حضرات المستشارين.. ان المتهمين في هذه القضية ابرياء براءة الذئب من دم ابن يعقوب وانا عندي الدليل القاطع.

القاضي: وايه دليلك؟

كابتن الدفاع: شهادة جمل من اللي كانو ف التحرير.. هيمثل حالا قدام حضراتكم عشان تسمعو شهادته.

تعلو اصوات الضحك واصوات تاني مينفعش نقولها..

القاضي: سكوت.. اللي هيتكلم هيخرج بره القاعة.. ايه الكلام الغريب ده يا متر؟

كابتن الدفاع: ايه الغريب يا فندم.. مش الحيوانات ليها لغة وربنا عز وجل علم سيدنا سليمان ازاي يفهمهم.. يعني اهيه الحيوانات بتتكلم بس احنا اللي مش بنفهمها وانا هجيب لحضرتك الجمل ومعاه واحد من اللي فتح الله عليهم وعلمه لغتهم وبيفهمهم ويقدر يترجملنا.

يفكر القاضي: طيب، خلينا نسمع شهادة الجمل.. هاته هو والمترجم بتاعه.

تعلو اصوات متداخلة ف القاعة ما بين استغراب وضحك وتصفيق.

محامي المدعين: يا سيادة القاضي ايه المهزلة دي؟

يبص له القاضي شذرا: جرى ايه يا متر ..انت مش اخدت فرصتك كاملة ف مرافعتك.. سيب الراجل يكمل مرافعته.

المحامي: يا فندم دي مهزلة مش مرافعة.

القاضي يزعق: انت هتعلمني شغلي ولا ايه.. اقعد مكانك احسنلك.

يسكت المحامي ويقعد مكانه وهو بيضرب كف على كف.

تفتح ابواب القاعة ويدخل راجل ضخم عينيه بتطق شرار، وبيجر وراه الجمل.

يسود الهرج ما بين ناس خايفة من الجمل وناس هتتجنن وناس فرحانه.

كابتن الدفاع: ده يا فندم جمل من اللي كانو يوم الموقعة ف التحرير ومعاه المترجم بتاعه.

القاضي: امممم طيب. ابدأ استجوابه.

كابتن الدفاع: حاضر يا فندم.

يمسك كابتن الدفاع عقال الجمل: نخخخ.. نخخ.

يبرك الجمل وكل الناس مذهولين من اللي بيحصل.

كابتن الدفاع: هل كنت متواجد في ميدان التحرير يوم 2 فبراير 2011؟

يصدر المترجم صوت رغاء الجمل ويرد الجمل بنفس الصوت.

المترجم: بيقول ايوة احنا رحنا الميدان اليوم ده وياريتنا ما رحنا.

القاضي متابع وهو منبهر بقدرة المترجم على ترجمة كلام الجمل.

كابتن الدفاع: احكيلنا حصل ايه يومها.

يصدر المترجم صوت الجمل مرة تانية بس المرة دي طويل ومتقطع.. ويرد الجمل بنفس الصوت السابق.

المترجم: بيقول كنا يومها انا واخواتي بنلعب ف نزلة السمان، جيه جمل قالنا ان فيه ثورة ف التحرير واحنا لازم نشارك فيها،واحنا وافقنا وقررنا نتجمع بعد ساعة ونروح التحرير ومعانا اصحابنا الخيول.

كابتن الدفاع: وبعدين؟

المترجم: اتجمعنا وطلبنا من الناس اللي مشغلينا يروحو معانا عشان احنا منعرفش الطريق.. وفعلا ركبو على ضهورنا وخرجنا.. مشينا كتير لحد ما وصلنا عند مبنى غريب قالولنا ان ده مبنى ماسبيرو ولقينا ظباط جيش بيوسعولنا السكة ويهيصو وفرحانين بينا واحنا بنهزلهم روسنا من الفرحة.. شوية ووصلنا عند مبنى احمر قالو ان ده المتحف المصري ووراه ميدان التحرير.. احنا سمعنا كلمة التحرير وجرينا فرحانين وعايزين نشارك ف الثورة.

كابتن الدفاع: كمل.

يصدر المترجم الصوت المتقطع السابق ويرد الجمل بصوته المعتاد.

المترجم: دخلنا التحرير لقيناه زحمة جدا وأعلام مصر مرفوعة والناس بتهتف واحنا فرحانين وبنرقص.. فجأة لقينا الناس اللي ف الميدان طلعو سنج ومطاوي وسيوف وفضلو يضربو نفسهم ويضربو بعض ويضربونا يا بيه إهئ إهئ إهئ..

كابتن الدفاع متأثرا: شفت يا فندم مدى الظلم الواقع ع الجمل.

يثور المحامي: ايه الهبل ده.. دي مهزلة.. ازاي تسمح بكدا يا سيادة القاضي.

القاضي ثائرا: انت هتعلمني شغلي يا بني آدم انت.. اقعد بدل ما احبسك..(يهدى شوية) كمل يا متر.

يشير كابتن الدفاع للمترجم انه يكمل.

المترجم: حاولنا نهرب ونجري يمين وشمال ومش عارفين، والناس الغلابة اللي كانو راكبين على ضهورنا وقعو من الفزع، وهما فضلو يضربو بعض وينزفو وناس منهم ماتت وهما بردو بيضربو بعض ويضربونا لحد ما قدرنا نهرب من الميدان واحنا بنعيط، ورجعنا ع النزلة واحنا متعورين ومتبهدلين إهئ إهئ إهئ.. هو ده اللي حصل يا بيه.

كابتن الدفاع: شفت يا سيادة القاضي الظلم الواقع ع المتهمين.. عرفت دلوقتي مين الجاني الحقيقي؟

يهز القاضي رأسه مقتنعا: عندك حق يا متر.. احنا لازم ناخد الشهادة دي ف الاعتبار.

المحامي: اعتبار ايه يا ولاد المجانين.. انتو قاعدين ف سيرك؟

القاضي: يتم حبس المحامي 4 ايام على ذمة التحقيق بتهمة اهانة هيئة المحكمة والقضاء المبجل.

المحامي: انا اللي اتحبس يا ولاد المجانين.. ربنا يورينا فيكم يوم.

يسود الهرج القاعة لحظة القبض على المحامي.

القاضي: سكوووت.. بعد الاطلاع على القضية وسماع المرافعات والشهود.. حكمت المحكمة ببراءة جميع المتهمين والتحفظ على أهالي القتلى والمصابين لحين ضبط واحضار جميع القتلى والمصابين لمحاكمتهم.. رفعت الجلسة

يهيج الجمل فجأة ويضرب المترجم وكابتن الدفاع والقاضي ويصرخ: مين دول اللي براءة يا ولاد القرعة؟

أحمد عويضه