Wednesday, November 4, 2015

فـ كّـ ـر .. كـ فّـ ـر


في عام 2002 أو ما قبله بقليل صدرت عدة كتب مجهولة النسب تتحدث عن يوم القيامة وحروب آخر الزمان، أذكر منها كتابين هما " هرمجدون " ، و " عمر أمة الإسلام وظهور المهدي عليه السلام ". الكتابان كانا كارثتين بالمعنى الحرفي للكلمة، مغالطات واحاديث موضوعة وغيرها.

أذكر أن أحد زملائي في الفصل أعطاني الكتابين لأقرأهما، تحمست للقراءة وعدت للبيت فرِحًا لأعرض الكتابين على جدّي ( الشيخ أحمد عويضه )  رحمه الله - وهو عالمٌ أزهري درس الشريعة والفقه المقارن -، تلقّى جدّي الكتابين بنظرات الشك والريبة وهو يقلبهما بين يديه بحثًا عن الناشر أو سيرة الكاتب، ثم طلب مني أن أعطيهما له ليقرأهما، وعندما قلت له  أريد أن أقرأ أولا، قال لي أنه أسرع مني في القراءة ولن يستهلك الكثير من الوقت.

أنهى جدّي قراءة الكتابين وأعطاهما لي دون أن يقول شيئًا سوى " اقراهما بتركيز شديد، وبعد أن تنتهي تعال لنتناقش فيهما "- كنا قد اعتدنا جدّي وأنا ان نتناقش في الكتب التي يرشحها لي كالعبقريات ومسرحيات الحكيم وروايات محمود تيمور والسباعي وغيرها - .

قرأت الكتابين وأصابتني حالة من الامتعاض مما أرى فيهما من مغالطات واستنادٍ إلى أدلة واهية مثل " وقال عرّاف يهودي كذا " أو حديث موضوع لم يتقن واضعه اللغة فكان سهلًا على مراهقٍ مثلي وقتها أن يعرف أنه موضوع لأن به جملة من الاخطاء اللغوية ".

أنهيت القراءة ونزلت إلى جّدي للمناقشة، أخبرته عن رأيي فلمحت نظرة السرور في عينيه وبدأ يناقشني في كل تفاصيل الكتاب ويحدثني عن فكرة المهدي المنتظر - والتي لم يقتنع بها جدّي أبدًا وكما قال لي لم يجد دليلًا يقنعه بها -  ومعركة آخر الزمان وعن دسّ السم في العسل ، وبعدها بأيام في خطبة الجمعة تحدث جدي عن الكتابين،  لم يقل للناس لا تقرأوا، بل حدثهم عن الأفكار التي وردت فيه والآراء التي قيلت عنها.

لم يقل جدّي وقتها لِم لَم يُصادر الأزهر هذه الكتب ؟، ولم يحاول أن يبلغ المنطقة الأزهرية بقنا عنها - ربما ليأسه من الأزهر وشيوخه الحاليين - ولم يحاول أن يمنعني من قراءة الكتب بعد أن قرأها وعرف حجم المغالطات التي تحتويها.

كان يربي فيّ الفكر والعقل، ورد على الكتب في خطبة الجمعة ليعلم الناس أن يفكروا ولا يثقوا في كل ما خُطّ على الورق.

 

في عام 2003 أصدر د. مصطفى محمود كتابًا يسمى : لا رجم للزانية، وهو عبارة عن بحث مكون من (193)  صفحة يثبت فيه بالأدلة من القرآن والسنة، أن حدّ الزنا في الإسلام هو الجَلد فقط وأن حدّ الرجم لا أساس له في القرآن بل هو كان اجتهادٌ من النبي صلى الله عليه وسلم قبل نزول سورة النور، واجتهاده كان مبني على حدّ الزنا في التوراة.

صادر الازهر الكتاب ومنع نشره بأي وسيلة كانت، طبعًا دون مبرر سوى التحكم في عقول خلق الله وحثهم على الجمود، ولم يستحوا من أنفسهم ورسالتهم التي من المفترض انها البحث والدراسة واكتفوا بأن يتبعوا كلام الاولين فقط  متخذين جملة " هذا ما وجدنا عليه آباؤنا الأولون " كعقيدة، وليس هذا فقط بل حاربوا كل صاحب فكرٍ يقول عكس ما قاله آباؤهم الأولون.

د. مصطفى محمود اجتهد وبحث وتوصل إلى نتيجة ما، لو لم تعجبكم او تقتنعوا بها فليبحث باحثوكم وينشروا كتبًا للرد عليه وتفنيد آراءه، أو مناظرته، واتركوا الحكم للقارئ أو المشاهد، كما فعل د. محمد عمارة عندما ألف كتاب " التفسير الماركسي للإسلام " للرد على كتاب د. نصر حامد أبو زيد " مفهوم النصّ "، لا أن تستغلوا سلطتكم لتمنعوا نشره، معتبرين أن خلق الله قُصّر لا يعون وانتم أوصياء وضعكم الله عليهم !

إن كنتم بالفعل تحبون ان يُقبل الناس على الدين ويعرفوه أكثر فعليكم أن تخرجوا من عباءة القدامى ولتبحثوا ولتقبلوا الجديد، كفاكم جمودًا فقد أصبحتم كالأصنام، الدين يخاطب العقل والقلب، ولن تجد عقلًا الآن يُقبِل على قراءة ابن كثير وجيله من مفكرين وباحثين - جزاهم الله خيرًا عن الدين - عاشوا قبل ألف سنة ! واستلهِموا أرواحهم في التجديد والبحث والفكر الحر.

لا تُعيدوا ولادة القرون الوسطى، وقتما كانت الكنيسة تحارب الفكر في أوروبا وتتهم كل من يفكر بالهرطقة والزندقة كما فعلوا مع جاليليو وغيره ممن اتُهِم بالسحر والزندقة وأُحرق حيّا، أو كما فعل المسيحيون في مصر مع هيباتيا، وقبلها عندما اعدم الإغريق سقراط لأنه يفكر ويحفز الناس على التفكير،  لأن عواقبه ستكون وخيمة عليكم وعلينا. كفانا غباءً وتكفيرًا فقد رحمنا الله حتى هذه اللحظة على الرغم من كل ما فعلتم وفعل أسلافكم من تكفير كل من فكر. و تطابق حروف كلمة فكر وكلمة كفر ليس مصادفة إطلاقًا، كفرتم ابن سينا وابن رشد والفارابي ومن بعدهم الكثير حتى وصلتم لـ د. مصطفى محمود والشيخ حسن المالكي الذي تجرأ وقال أن للإسلام أركان أخرى غير الخمس المتداولة !، وهذا غير تكفير الادباء والفنانين وغيرهم ممن فكروا، رأيتم أن التكفير أسهل عليكم كثيرًا من التفكير والرد على الأبحاث التي يجتهد المفكرون ليخرجوها للناس ظنًا منهم أنها تنفعهم.

اما المتلقي فهو دائمًا الطرف الذي يظن نفسه مظلومًا، ولكنه لا يدرك انه اتكالي لا يريد أن يبحث ويفكر، ويكتفي بأن يسلم عقله ملفوفًا في ورق الجرائد لأي شخص كي يلقيه في أقرب سلة قمامة، ويربط عنقه بعدها ويقوده وراءه فيما يرى، والقائد لا يرى، فهو أيضًا سلم عقله لقائدٍ آخر، وتستمر السلسلة لترى القائد الأكبر الذي هو أيضًا بلا عقل.. تٌرى ما مصير هذه السلسلة سوى السقوط في الهاوية ؟

 

Thursday, November 7, 2013

للذكر مثل حظ الأنثيين !ـ


} امرأتان في أمريكا وضعتا في نفس الوقت، واحدة أنجبت ولداً والأخرى بنتاً، وبسبب خطأ من الممرضات لم يُعرف من أنجبت الولد ومن أنجبت البنت. بعد ذلك قاموا بفحص الدم ﻭ الـ(DNA) فوجدوا النتيجة متقاربة جداً مما جعل الأطباء في حيرةٍ من أمرهم ولم يستطيعوا حل هذه المشكلة والامرأتان تصران كل واحدة منهن أنها هي التي أنجبت الولد،

المهم قاموا الأطباء في المستشفى بإبلاغ  المسؤولين عن هذه المشكلة.. وعند وصول الخبر للمسؤولين قالوا : ﻻ‌ يحل هذه المشكلة غير المسلمين.. حيث قاموا بالاتصال بأحد الأخوة في المملكة العربية السعودية وجاء الحوار كالتالي..

الأمريكان : ألم تقولوا أن كل مشكلة إلا ولها حل في دينكم. فقال: بلى. فأخبره القصة فقال : الحل بسيط جداً، خذ قطرات من الحليب لكلا الامرأتين وقم بفحصه. فالحليب الذي يحتوي على أكثر مواد غنية ومغذية فهي المرأة التي أنجبت الولد.. والحليب الذي يحتوي على اقل مواد غنية ومغذية فهي المرأة التي أنجبت البنت. فذهب الأطباء وأخذوا عينات من الحليب وقاموا بفحصها وفعلا وجدوا الفرق بينهما وعلموا من منهما أنجبت الولد ﻭ البنت.

حيث يقول الله تعالى " للذكر مثل حظ الأنثيين "

( أجمل ما قرأت اليوم )

سبحانك ربي. {

هذه التدوينة العجيبة منقولة بالنص من فيسبوك، حيث انتشرت انتشاراً واسعاً مثلها مثل كل أخواتها من الشائعات والأشياء الغير منطقية التي امتلأت بها مواقع التواصل الاجتماعي وبعد انتشار نظرية "شير في الخير، وانشرها ولك الأجر"

وهي تحكي عن امرأتان وضعتا في نفس الوقت في " وحدة سيدي عمر الصحية " في الولايات المتحدة، حيث أن هذا هو المكان الوحيد الذي يمكن أن تخطئ فيه الممرضات ويتبدل المولود بآخر قبل أن يتم تسجيله.

اختلفت المرأتان وكلتاهما تريد أن يكون لها المولود الذكر - لأن زوجها المتعصب سيطلقها إن علم أنها أنجبت أنثى، فهو يحلم بذكر يحمل اسمه ! – ولم يجد الأطباء حلاً سوى فحص الدم والDNA  ، وظهرت نتيجة التحاليل لتكشف لنا عن مفاجأة كبيرة، وهي أن النتيجة متقاربة جدا. وكلمة متقاربة هنا تدل أيضا على وجود اختلاف في نتيجة الفحص مما يساعد في معرفة نسب الجنين، أو أن من كتب يقصد أنها متطابقة، وهنا نهدم كل ما قرأنا عن البصمة الجينية التي لا تتشابه أبداً في شخصين، حتى لو كانا توأماً، مثلها مثل بصمة الأصابع.

كبرت المشكلة ووصلت للمسؤولين في الولايات المتحدة بعد أن حار في حلها الأطباء، وهنا تفتق ذهن المسؤول العبقري - في دولة هي الأولى في البحث العلمي – عن الاستعانة بأحد المسلمين لأنهم هم فقط من يستطيع حل هذه المشكلة بكل ما حباهم الله من فطنة وذكاء وتعليم على أعلى مستوى، أو أن المسؤول أراد إحراج المسلمين بهذه المشكلة التي لا حل لها لأنهم يقولون أن دينهم حل كل المشاكل الدينية والدنيوية.

اتصلوا بأحد – الأخوة – في السعودية، ولا نعلم من هم الأخوة بالضبط ؟ هل هم مثلاً أطباء نساء وتوليد، أم علماء جينات، أم علماء دين، لم يُذكر على وجه الدقة، ولكن ما ذُكر هو أن هذا الأخ العبقري وجد الحل في القرآن الكريم مطبقاً الآية الكريمة " للذكر مثل حظ الأنثيين" على لبن الأم !، حيث أثبت أن لبن الأم يحتوي على مواد غذائية أكثر في حالة المولود الذكر ( وهو ما أثبته الباحثون الأمريكيون بالفعل حينما وجدوا أن نسبة الدسم في لبن الأم الذكر 2.8% مقابل 0.6% لأم الأنثى، ولكنهم أثبتوا أيضاً أن هذه النسبة في ظروف الرخاء فقط، وفي ظروف القحط تتحول النسبة إلى 2.6% لأم الأنثى مقابل 2.3% لأم الذكر).

وهكذا حُلت المشكلة العويصة التي حيرت الأطباء والمسؤولين في الولايات المتحدة، ولم تذكر التدوينة الخبر المعتاد بأن كل أطباء الولايات المتحدة أسلموا بعد حل هذه المشكلة.

من الممكن أن نتعامل مع الأمر على أنه مزحة، ولكنا مزحة سخيفة. والأكثر سخافة منها أن هناك يتعامل معها كأنها واقعة حدثت بالفعل، يظنون بذلك أن هذا نصر لدين الله، كما نتعامل دائما مع إسلام أي شخص في العالم ولو كان لاعب كرة وكأنه صلاح الدين الذي أتى لينصر الإسلام، وهذا كله ينبع من عدم ثقتنا في ديننا، والتي تنبع بدورها من عدم فهمنا له، فنحن فهمنا الدين على أنه صلاةً وصياماً وقياماً فقط، وهي أركان أساسية للدين. ولكن الله خلق الإنسان وجعله خليفةً له في الأرض، ليعمر ويبدع وينهض ويقيم حضارة، ولو اراد الله من يسجد ويصلي له فقط، فهناك ملائكة ساجدين وراكعين ليوم الدين، لا يعصون الله ما أمرهم، ولكن الله أعطانا العقل والاختيار لأننا مسؤولون عن إعمار الأرض.

أما استخدام الآية الكريمة " للذكر مثل حظ الانثيين " فهي هنا ضربة لعصفورين بحجر واحد، فهو من ناحية أصبح إعجازاً علمياً للقرآن الكريم وكأن القرآن تحول من كتاب ديني ومنهج لأسلوب الحياة لكتاب في علم الأجنة وحليب الأمهات، أما الضربة الأخرى فهي لإثبات أفضلية الرجل عن المرأة " وكله بما لا يخالف شرع الله ". ونسينا هنا أن هذه الآية واضحة وصريحة وقاطعة في الميراث فقط، والذكر له حظ الأنثيين في الميراث لمسؤوليته عنهن وكفالته لهن، وليس لأفضلية حباه الله بها. وليس للذكر مثل حظ الأنثيين في أي شيء آخر، و " الرجال قوامون على النساء " أيضاً في الكفالة والإنفاق فقط وليس في المطلق، ومستخدِم هذه الآية لهذا الغرض كبائع عصير القصب الذي يكتب على حانوته " وسقاكم ربكم شراباً طهورا "

الله أمرنا بأن نفهم ونعقل ونفكر ونتدبر ونسير في الأرض متأملين فيها ومستكشفين، أفلا تعقلون.

 

أحمد عويضه

Friday, August 30, 2013

بصل أحمر

تجولت في السوق حتى اشتريت كل حاجتي ولم يبق سوى البصل الأحمر، ذهبت إلى (أم هبة) بائعة الخضروات في أول السوق اسألها عن البصل الأحمر، لم يكن عندها وكان عندها بصل أبيض وأعطتني محاضرة طويلة في أفضلية البصل الأبيض، وحلاوة طعمه ولونه في الطعام على عكس البصل الأحمر الذي يسوّد لونه عند طهيه وطعمه على حد قولها " موش ولا بد".

وعندما أصررت على البصل الأحمر وهممت بمغادرتها والذهاب لبائع آخر اتهمتني بانني ضيق الرؤية وانظر تحت قدميّ فقط، وأنني أريد البصل الأحمر لأنه أقل حرقة وبالتالي لن أذرف الكثير من الدموع عند تقطيعه – وهذا صحيح - على عكس البصل الأبيض .

وسبب إصراري هذا أنني شعرت بكذبها وانها فقط تريد أن تبيع لي البصل الذي تملكه ولا تريدني أن أذهب لبائع آخر، ربما لو ألقت على سمعي هذه المحاضرة وهي تملك النوعين، أو لو القتها قبل أن أطلب نوعاً بعينه لا تملكه لصدقتها. ولكن إلقاءها في هذا التوقيت جعلني أوقن انها لا يهمها أن تعطيني الأفضل، ولا يهمها أن يكون طعامي جيداً أو " سم هاري " ولكن كل ما تريده هو أن تبيع وتكسب، وهو حق مشروع ولكن ليس معنى ذلك أن نستخدم أساليب غير مشروعة لنيله، فمشروعية الحق من مشروعية وسائل الحصول عليه.

ولكني لا أعيب على (أم هبة) استخدامها لهذا الأسلوب الذي لابد وأنها اكتسبته من حكامنا وأشباه مثقفينا وخبرائنا الاستراتيجيين الذين كانوا على مر التاريخ يعتنقون دائما مبدأ السامري حين صنع العجل " بصرت بما لم يبصروا به ".

فهم دائما يعلمون ما لا نعلمه من المؤامرات والدسائس التي تحاك ضدنا ويفسرون الشواهد والأدلة كما لا نستطيع نحن ان نفسرها، لأنهم ينظرون لباطن الامور لا ظاهرها، وكأن الله تعالى اصطفاهم وجعلهم من أهل الباطن وكشف لهم ما لا يُكشف لنا نحن العامة، ولهذا فهم دوماً على حقٍ في كل ما يفعلون، ولهذا يجب علينا ان ننصاع لهم ونترك - مسرورين - نواصينا بأيديهم ليقودونا كيف شاؤوا ونحن نوقن انهم يقودونا للطريق القويم.

ونحن انصعنا لهم وتركنا نواصينا بأيديهم، ليس لثقتنا برجاحة عقولهم وقدرتهم على قيادتنا ولكن لنريح عقولنا ونلقي بالمسؤولية على أعناقهم ولا نحاسبهم ولا نشغل بالنا بما يصنعون حتى نصاب بكارثة تهز كل معتقداتنا وثقتنا فيهم للحظات وما نلبث أن نغمض أعيننا مرة أخرى ونتركهم يقودونا !

 وإن جاءنا فاسقٌ يريد أن نفتح أعين عقولنا وننظر إلى الطريق الذي نسير فيه، هاجمناها متهمين إياه بأنه من عناصر المؤامرة التي تحاك ضدنا وأنه مدسوسٌ علينا من أعدائنا ليدمرنا، أو بأنه من العامة الذين لا يفهمون كما يفهم حكامنا، ونضع أصابعنا في آذاننا كي لا يتسرب بعض كلامه إلى عقولنا ويجعلنا نفكر.

الدول لا تبنى إلا على الشفافية والمصداقية والقانون والعدل، وأي بناء يتم على غير هذه الأسس فهو بناء واه، سيبهر الناظرين عدة سنوات ثم ينهار على رؤوس قاطنيه فجاة، وعندها لن يقول قاطنيه أن الأسس كانت واهية، بل سيقولون أن عدواً لنا هو من دمر أساساتنا لأنه شعر باننا نبني المجد والتاريخ، ولنا في تاريخنا وتاريخ العالم كله عبرة لم يعتبر.

سأترككم الآن، فيبدو أن الطعام الذي أعده أوشك على الاحتراق ولن أعرف الفارق بين البصل الاحمر والأبيض.


أحمد عويضه                                                                                                                

Wednesday, July 3, 2013

نيرون

في عام 64 ميلادي قرر (نيرون) قيصر روما المجنون أن يعيد بناء روما فأشعل الحريق العظيم الذي امتد من القاعدة الخشبية للسيرك الكبير حتى طال عشرة احياء من روما البالغ عدد احياءها أربعة عشرة حياً، أثناء اندلاع النيران واحتراق الناس كان (نيرون) يجلس في برجه العالي يتابع منتشياً مشهد النار الخلاب وهي تأكل البشر والشجر وبيده آلة الطرب وينشد أشعار (هوميروس) عن حريق طروادة.

بعد أن اشارت أصابع الاتهام إليه بحث عن كبش فداء فلم يجد غير اليهود والمسيحيين، ولما كان اليهود تحت رعاية زوجته (بوبياسبينا) قرر إلصاق التهمة بالمسيحيين، وبدأ يلهي الشعب في القبض على المسيحيين وتعذيبهم واضطهادهم لدرجة تقديمهم أحياء كوجبات للوحوش المفترسة.

في نوفمبر 2012 قررت جماعة الاخوان المسلمون تقسيم مصر لتحافظ على الكرسي الذي يجلس عليه مندوبها في القصر الرئاسي (محمد مرسي) وبدأ هذا التقسيم بقيام (محمد مرسي) بإلقاء خطاب لانصاره أمام قصر الاتحادية في وقت كانت البلد مشتعلة فيه بسبب الإعلان الديكتاتوري الذي أصدره.

 وتوالت بعدها الاحداث التي عززت من ذلك الانقسام حتى وصلنا لخطابه الاخير الذي أقسم فيه بأن يضحي بكل غالٍ ونفيس ليحافظ على كرسي الحكم، مستخدماً الجماعات الإرهابية بتاريخها القذر، مدعياً الحفاظ على الشرعية التي سقطت عن نظامه بمجرد إراقة دماء المصريين، فلا شرعية لنظام يريق دماء أبناء الوطن أياً كان دينهم أو انتماءهم.

اشتعلت الأحداث بعد هذا الخطاب وتبادل ابناء الوطن الواحد إطلاق النيران وسقط القتلى من كل جانب من اجل الحفاظ على " شرعية " الإخوان المسلمون في الحكم !!

لا أعلم إن كان (محمد مرسي) وجماعة الإخوان المسلمون الآن يتابعون الأحداث والحرائق وهم يغنون، ولكني أعلم أنهم يحرمون الغناء ولا يحرمون قتل النفس، طالما يعتبرونها كافرة منافقة تريد خراب هذه البلد، ويستبيحون اي شئ وأي فعل للحفاظ على الحكم وعلى مكتسباتهم.

إن كان حقا يريد (محمد مرسي) التضحية بحياته من اجل هذا الوطن ومن اجل الثورة فلم لم تضحي بكرسي الحكم الذي من المفترض أنه أرخص من حياة أي إنسان ؟

نيرون مات ولم تمت روما.. هكذا قالها الشاعر الفلسطيني الكبير (محمود درويش)  

سترحل أنت وجماعة الإخوان المسلمون عن السلطة ولن تقوم لكم قائمة اخرى بعد أن عرفكم الناس جيداً وعرفوا ألاعيبكم واستغلالكم للدين للوصول لمقاصدكم، وأرجو الله أن يحفظ هذا البلد منكم ومن كل من يريد به شراً.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل المسلم على المسلم حرام.. دمه وماله وعرضه" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

كل المصري على المصري حرام .. دمه وماله وعرضه

كل الوطن على المواطن حرام .. دمه وماله وعرضه



أحمد عويضه  

Monday, May 13, 2013

أرشيف


خانته قدماه، سقط على أرض الأرشيف المتربة، بكى ولطم خديه وهو ينظر لذلك الرف الفارغ الذي كان يضم كل دفاتره التي كتبها، كاد يجن، من أخذها؟ عصر ذاكرته حتى جفت ليتذكر من أخذ منه المفتاح، لم يأخذه أحد ولا يوجد نسخة أخرى منه.
أراحته الفكرة وأثارت جنونه، اطمئن أن احداً لم يطلع على الدفاتر، ولكن اين اختفت؟
نبش الحجرة كلها، كلها أوراق عمل، فواتير وتقارير وميزانيات، أين إذاً ما وجد في المرة الماضية؟ كيف اختفى كل شئ؟
***
طلب منه مديره أن يرتب الأرشيف ويصنف الملفات، أعطاه المفتاح الوحيد قائلاً أنه من الآن "عهدتك".
وقف في مدخل الحجرة، لعن مديره واليوم الذي التحق فيه بهذا العمل وهو يتأمل هذه المقبرة الأسمنتية، الأرض مغطاة بطبقة من الملفات والأوراق المدفونة تحت طبقةٍ سميكةٍ من التراب، والعناكب شيدت قصوراً لها في الأركان.
شمر ساعديه قائلاً " استعنا على الشقاء بالله "، تناول الملفات الراقدة على الأرض وفتحها ليعرف في أي تصنيف يضعها، ظل يعمل ويسعل حتى كادت روحه تخرج هاربةً من الحجرة.
تجمد في مكانه ووقف شعر ساعديه وعنقه عندما سمع صوت ضحكات تخرج من إحدى الخِزانات، طرد من عقله فكرة العفاريت، فهو لا يؤمن بهذه الترهات، اقترب من الخزانة متردداً، فتحها وقفز للخلف في تحفز، اصطدم بصره بشاشةٍ تربض على أحد الأرفف تعرض مقطع فيديو.
"من الأحمق الذي وضع شاشةً هنا؟"
ولكن من الذي شغلها؟ لا يوجد أي كابلات متصلة بالشاشة، من أين تستمد الطاقة والمقطع الذي تعرضه؟
بدا له المقطع مألوفاً، أمعن النظر جيداً.. يا إلهي..إنهم أصدقاؤه، وهذا المقطع مسجلٌ لهم في شقة أحدهم، ولكن من صور هذا؟ وأين هو؟ أنه يسمع صوته ويرى حركة ذراعيه ولكنه لا يرى وجهه، إنه المصوِر!! ولكن كيف صور هذا وقد كان لا يملك كاميرا حتى وقتٍ قريب.
عرضت الشاشة مقطعاً آخر، رأى يديه وهي تعبث في جسد فتاته وهي لا تكف عن التآوه والتغنج، انتفض كأنما سرت فيه كهرباء السد العالي، تراجع للخلف وهو ينظر للشاشة في ارتياع.. ما هذا الجنون؟ إنها.. إنها ذاكرته.
ارتطم في تراجعه بخزانة، سقطت الملفات من فوقها وسقطت منها بعض الصور، صوره، نبش الملفات كالمجنون، كلها صور، كلها من ذاكرته، إنهدّ جالساً على أحد الصناديق، وتابع ذكرياته المعروضة أمامه.
 "ما كل هذه الخطايا، لم أترك صغيرةً ولا كبيرةً إلا فعلتها"
كيف نسي؟ نامت ذاكرته أعواماً حتى ظن نفسه قديساً لانه واظب على الصلاة، من أيقظها؟ استيقظت ولطمته لطمةً هزت كيانه.
"لابد انها رسالة إلهية".
فرح بهذه الفكرة، أحضر دفتراً ليدون كل الخطايا، ويصنفها ليكفر عنها، كتب حتى اسودت صفحات الدفتر، أحضر دفتراً آخر فثالثاً!
صنف خطاياه إلى صغيرة وكبيرة، ثم صنف الكبائر إلى حق الله وحق الناس، وقرر البدء بحقوق الناس لان الله لا يسامح فيها ويسامح في حقه هو، خبأها داخل خِزانة حتى يفرغ لها قريباً.
شغلته الحياة ونسي كل ما حدث، حتى طلب منه مديره أن يحضر له ملفات، تذكر الدفاتر ودخل الأرشيف يبحث عنها، وجد الخزانة فارغة.
أين وكيف اختفت ولم يدخل هنا أحدٌ سواه؟
"لعنة الله عليّ، أضعتُ الفرصة"
"ماذا لو أن الله هو من أخفاها ليخبرني بأنه قد غفر لي؟"
دارت رحى الحرب بين الفكرتين، حرب طاحنة استمرت زمناً ليس قصيراً حتى انتصر احدهما.
خرج من الأرشيف يبكي فرحاً وهو يقول " قد غفر الله لي"!

أحمد عويضه 

Saturday, March 30, 2013

هاخد حقي بدراعي


عندما يغيب الأمن،

عندما يغيب العدل،

عندما يغيب القانون ومنفذيه،

عندما يتحول منفذو القانون في نظر الناس لبلطجية رسميين بسبب افعالهم،

عندما تستخدم السلطة الحاكمة ميليشياتها في البلطجة وضرب وسحل معارضيهم والتحقيق معهم كما لو كانوا يملكون حق الضبطية،

عندما تُستخدم المليشيات لمهاجمة معتصمي الاتحادية والتنكيل بهم، ويحاصروا المحكمة الدستورية العليا،

عندما يحاصر بلطجية بصبغة دينية مدينة الانتاج الإعلامي ويمنعون العاملين من دخولها،

عندما يغلق معتصمو التحرير المجمع في وجه العاملين والمواطنين، ويخرج علينا البلاك بلوك بتهديداته، ويحاول مجهولون تحطيم المحلات والمطاعم،

عندما تقع المعارضة في الفخ كالفأر الأبله وتهاجم مقرات السلطة الحاكمة وتوسعهم ضرباً،

عندما يحدث كل هذا، ماذا تنتظر من الناس البسيطة،العائشين بين ترويع من البلطجية لأمنهم، ونوم دائم من الشرطة والقانون، ماذا تنتظر منهم عندما يشاهدون بلطجة السلطة الحاكمة على المعارضة والعكس.

لا تستغرب كثيراً عندما تجد ان ثقافة "هاخد حقي بدراعي" قد انتشرت بين الناس كانتشار الغاز في جو الغرفة، فعندما يفقد الناس الثقة في الحل من الجهات المسؤولة من الطبيعي ان يتحولوا لهذه الثقافة، فتجد العاملين في المحلات والمطاعم يحملون العصي والسنج لرد أي هجوم محتمل من بلطجية، وتجد صاحب مقهى في الزمالك يحتفظ برشاش آلي لنفس الغرض، تجد ان فتيات كثيرات يمشين وفي حقيبة كل منهن صاعق كهربي او مطواة لتدفع عن نفسها أذى أي متحرش مأفون يقترب منها.

انتشرت ثقاقة "هاخد خقي بدراعي" ولم تعد تستخدم فقط للرد على هجوم البلطجية، بل أصبحت الآن تستخدم في الهجوم على البلطجية ومحاصرتهم لدرء شرهم من البداية عملاً بمبدأ الوقاية خير من العلاج، فتجد أهالي قرية قاموا بنصب كمين للبلطجية والقبض عليهم، ثم قاموا بسحلهم وصلبهم على أعمدة الإنارة أو الأشجار وتعذيبهم، وكادوا أن يحرقونهم أحياءاً لولا أن تدخل العقلاء أو من بقي لديهم شئ من العقل في هذا المناخ المجنون فحالوا بينهم وبين الحرق، وبعد أن افرغوا فيهم غضبهم المكبوت أو جزء منه وانتقموا لترويعهم أتت الشرطة تمشي الهوينى لتقبض على البلطجية !!

تكررت هذه الظاهرة عشرات المرات في عشرات القرى والمناطق المختلفة، وهو مؤشر خطير له تداعيات كارثية لانه حتى وقتٍ قريب كانت هذه الظاهرة مقتصرةً على الدفاع عن الحق أو رد العنف والخطر، ولكنها لن تستمر هكذا، فللقوة غرورها وسطوتها على الشخص، وفي ظل الاحتقان والعنف وغياب الثقافة والحوار والامن من السهل جداً ان يتحول المدافع عن الحق لمغتصبٍ لحق غيره وهو يظنه حقه المشروع، ومن السهل أن ينتقل من الدفاع للاعتداء وهذا ما سيدفع البلد نحو حرب أهلية ستُفسد في الأرض والروح، وإن نجت الأرض من آثارها المدمرة فلن تنجو الروح منها.

على العقلاء في هذه البلد – لو مازال فيها عقلاء – أن يشعروا بالخطر الذي يكشر عن أنيابه، ويحاربوه، حتى يظل هناك دولة يتصارعون على حكمها.


أحمد عويضه

Monday, January 28, 2013

الحوار الوطني


نوبة سعالٍ بشعةٍ انتابت الجميع عند وصولهم إلى رصيف اتجاه حلوان في محطة مترو السادات نتيجةً لقنابل الغاز المسيل للدموع الواضح من كثافته انه تم إلقاءها داخل المحطة نفسها وليس في الميدان وهذه آثارها، استمرت نوبة السعال والدموع واحيانا القيئ حتى وصل القطار المتجه إلى حلوان.. اندفع الناس داخل القطار كما يندفع الثور نحو الميتادور في حلبة المصارعة وظلوا يضربون الجدران حتى يتحرك القطار.

بعد أن خرج القطار من النفق إلى هوائنا الطلق الملوث بالعوادم التي لا تسيل الدموع بدا الناس يستعيدون وعيهم وبصرهم.. والأهم انهم بدأو يستعيدون القدرة على الثرثرة وبدأو في الحوار الوطني..

" حسبي الله ونعم الوكيل يا ناس .. البلد بتضيع .. في شرع مين اللي بيحصل ده"

" هو الشعب المصري شعب ابن وسخة مش عايز غير كرباج عشان يمشي مظبوط زي الألِف"

" فعلاً والله الشعب ده شعب فرعون .. مش عايز غير واحد يديله على دماغه عشان يتعدل"

" هموت يا ابني.. الغاز اللي شميته هيموتني .. منهم لله .. منهم لله"

" منك لله يا مرسي هتضيع البلد"

" وهو مرسي ذنبه ايه بس .. هو استلم البلد بايظة ولسه ملحقش يعمل حاجة .. عايزين تحاسبوه بأمارة ايه"

" امال نحاسب مين يعني .. مش هو الرئيس"

" المشكلة مش فيه هو .. اللي بيعمل المصايب دي كلها هما اعوان حسني مبارك وفلول الحزب 
الوطني.. عايزين يخربوا البلد"

" والله مرسي ده انضف رئيس حكم مصر لحد دلوقتي .. شخصية نضيفة وحافظ كتاب الله ومحترم ومتدين وبتاع ربنا"

" انضف شخصية حكمت مصر بأمارة ايه يا حاج.. هو حكم اساساً.. ده نايم على ودانه.. عمل ايه للبلد من اول ما مسك"

" هو لحق يعمل حاجة ولا المعارضة الوسخة سايباه في حاله عشان يشتغل.. وبعدين يا اخي كفاية انه حافظ كتاب الله وبيصلي الفرض في وقته"

" يا حاج الكلام ده حلو اوي لما يكون عريس جاي يتقدم لبنتك .. مش رئيس"

" اللي بيحصل في البلد ده من الاصابع الخارجية اللي بتمولها امريكا عشان تدمر البلد"

" هموت يا ابني.. الغاز اللي شميته هيموتني .. منهم لله .. منهم لله"

" دي مش حرب على الدولة يا اخوان.. دي حرب على الاسلام.. اعداء الاسلام المتربصين في كل مكان يريدون ان يدمروا المشروع الإسلامي لانهم يعلمون اننا لو نفذناه سنسود العالم"

" هو كل السبب من البرادعي الخاين الله يحرقه بجاز.. هو اللي دخل امريكا العراق وقبض التمن وجاي دلوقتي عايز يخرب مصر عشان يدخلهم كمان"  

" البلد بتخرب وقربنا نفلس ومش هنلاقي ناكل.. فين الرئيس عشان يحل المشاكل دي وفين رئيس الوزراء اللي معملش اي حاجة من اول ما مسك الحكومة"

" فين ايامك يا حسني مبارك.. كنا على الاقل عايشين ولاقيين ناكل وعمر حالنا وصل لكدا"

وتستمر المناقشة وتتصاعد حدتها ما بين مؤيد ومعارض ومفتي ومتابع للحوار يظن ان هؤلاء جميعاً مجموعة من الأغبياء عديمي الفائدة.

حوار يعبر فعلا عن نبض البلد.. حوار لا تفهم منه شيئاً، ولكن من ذا الذي يفهم نبض القلب ويعرف ماذا يقول؟ كل ما تستطيع ان تستخرجه من النبض ان كنت طبيباً ماهراً ان تكتشف ان كان هذا القلب سليمٌ أم مريض، ونحن قلبٌ ملئ بالامراض ولكن من اين لنا بالطبيب الماهر؟

شعبٌ تكالبت عليه الظروف واوقعته بين رئيسٍ كاذبٍ يعد ولا يفي بوعوده، ولا يهتم إلا بجماعته (اهله وعشيرته الذين يوجه لهم كل خطاباته)، وحكومةٍ رخوةٍ فاشلةٍ لا تصلح لإدارة مخبز، ومعارضةٍ خاسرةٍ متعاليةٍ، معارضةٍ لا تفقه شيئا في المعارضة، معارضةٍ لا تفعل غير الاعتراض ولا تحاول ان تجد حلولاً وخططاً بديلةً لتمر البلد من ازمتها الطاحنة.

الاخوان وزعماء المعارضة لا يبحثون إلا عن مكاسب شخصية، ينظرون إلى احداث العنف والدماء التي تسيل ويبحثون في جثث القتلى والمصابين عن فرصةٍ لغنيمةٍ شخصيةٍ، او مكسبٍ حزبيٍ، لا يعرفون الشعب الكادح الذي اوشك على الافلاس والموت جوعاً  إلا في وقت الانتخابات عندما يصبح الشعب فجاة هو القائد والمعلم !!

والآن الإخوان ويمثلهم محمد مرسي يطلبون حواراً وطنياً مع قوى المعارضة، حواراً فوق جثث القتلى واجساد المصابين.

حواراً لا يعبر عن شعبٍ ولا عن وطنٍ، حواراً يبدو كانه حفلة لتبادل الاتهامات وتناول الشاي والكيك، وبعد انتهاءه يهرع كل منهم إلى محطةٍ فضائيةٍ لينتقد الحوار غير المثمر بسبب الأطراف غير المتعاونة، حواراً اذا ما قارناه بحوار المترو لوجدنا حوار المترو انزه وافضل واكثر صدقاً وفائدةً.

أحمد عويضه