Tuesday, November 20, 2012

بأي ذنب قتلت ؟



6:00 ص...
تصحى الأم من النوم.. تتوضى وتصلي الصبح وتدعي ربنا انه يسترها معاها هي وجوزها وابنها الوحيد ويجعله من الصالحين. تشغل اذاعة القرآن الكريم عشان تسمع القرآن بصوت الشيخ عبدالباسط وتبدأ في تجهيز الفطار..

6:30 ص...
تدخل الأم عشان تصحي ابنها..
الأم : عبدالله .. قوم يلا يا حبيبي.
عبدالله : سبنيي انام شوية يا ماما الدنيا برد.
الأم : قوم يلا يا حبيبي بطل دلع .. كدا هتتأخر على معاد الاوتوبيس.
يتعدل عبدالله وهو بيحاول يفتح عنيه وتخرج الام من الاوضة وينام تاني ..
ترجع الأم للأوضه عشان هي عارفه حركات ابنها...
الأم : يلا يا عبدالله يا حبيبي قوم عشان المدرسة عشان مزعلش منك.
عبدالله : خلاص يا ماما حاضر .. هاقوم اهو.

7:00 ص...
يقوم عبدالله اخيرا من السرير.. يدخل الحمام يتوضى  ويصلي الصبح ببعض آيات من العشرين جزء اللي حافظهم من القرآن الكريم.. تتفرج الام على ابنها وهو بيصلي بخشوع ويرتل الآيات بصوته الجميل وقلبها بيرقص وعينيها تدمع فرحة بابنها اللي بتحلم انه يكون مثال ناجح للإنسان المسلم في المجال اللي هو يحب يكمل فيه.
ينتهي عبدالله من الصلاة ويقعد ع الارض جنب امه عشان يفطروا ويشربوا الشاي.. بعد كدا يقوم يلبس هدوم المدرسة عشان خلاص ميعاد الاوتوبيس قرب.

7:30 ص...
ياخد عبدالله شنطته ويبوس ايد امه وهي بتوصيه انه ياكل السندوتشات بتاعته كلها ويركز كويس في المدرسة وفي حفظ القرآن وميشاغبش..
ينزل من البيت ويقف اول الشارع مستني الاوتوبيس عشان ياخده لمدرسته .. والأم واقفة في البلكونه تتابع ابنها وقلبها يواصل الدعاء له بالستر والصحة والعمر الطويل والنجاح.

7:45 ص...
يوصل الأوتوبيس اخيرا ويركب عبدالله .. يسلم على عم سيد السواق اللي واضح انه لسه مصحيش من النوم وعلى زمايله ويقعد جنب محمود زميله في الفصل وصديقه العزيز.
زي عادتهم كل يوم من اول ما يركبوا الاوتوبيس يفضل عبدالله ومحمود يحكوا لبعض كل اللي حصل وعملوه امبارح من اول ما روحوا البيت لحد تاني يوم لما اتقابلوا..

8:00 ص...
يفوق عبدالله ومحمود من الكلام على صوت صراخ زمايله "حاسب يا عم سيد".. يبص عليهم.. نظراتهم مرعوبة ومتجمدة ناحية الشمال .. يبص على شماله يلاقي قطار على بعد عدة امتار مندفع بسرعة جدا ناحية الاوتوبيس... و... ..
صوت تصادم رهيب وحس عبدالله انه بيطير من مكانه وشاف كل زمايله بيطيروا من مكانهم زيه .. يلاقي نفسه فجأة طاير برة الأوتوبيس ويصطدم بالأرض ويشعر بألم رهيب ... وفجأة ميحسش بأي حاجة خالص.

بعد دقيقة يصحى عبدالله وهو حاسس براحة نفسية غير عادية .. حاسس بإنه في خفة الريشة وطاير في الهوا.. الآلام الرهيبة اللي كان حاسس بيها من دقيقة اختفت .. يفتح عينيه ويبص حواليه يلاقي نفسه طاير.. يبص على الارض تحته يلاقي الأوتوبيس اللي كان راكبه متدشدش وكل زمايله مرميين ع الارض غرقانين في دمهم هما وكراريسهم وشنطهم.. فجأة يشوف نفسه.. جثته على الأرض غرقانة في دمها.. يصرخ ويصرخ ويصرخ بس ميسمعش صوت صراخه..

فجأة يلاقي ملك جميل من نور بجناحين نازل جنبه.. يبصله عبدالله وهو يبكي يقوله: ايه اللي حصل؟
يرد الملك: انت خلاص مت.. انت دلوقتي روح صاعدة لبارئها سبحانه وتعالى..
يقول عبدالله: ليه ؟؟ متنا ليه واحنا اطفال صغيرة لسه مفتحناش .. ليه اهالينا ميلحقوش يفرحوا بينا.. ليه أمي تموت بحسرتها على ابنها الوحيد اللي كان نفسها انه يكون احسن واحد في الدنيا.. الناس اللي مات كل ولادهم ذنبهم ايه يتخطفوا منهم قبل ما يفرحوا بيهم؟
يرد الملك: ربنا سبحانه وتعالى هيلهمهم الصبر وان شاء الله يلحقوا ولادهم في الجنة.
عبدالله: واللي قتلونا.. هيتحسابوا ولا لأ؟
الملك: الله سبحانه وتعالى العدل الجبار يمهل ولا يهمل.. لو متحاسبوش في الدنيا حسابهم عسير في الآخرة عند رب العالمين.. يلا بينا يا عبدالله.
عبدالله: هنروح فين ؟
الملك: الجنة.


أحمد عويضه

No comments:

Post a Comment