Thursday, December 20, 2012

الثلاثية المصرية (1)ـ


أولنا الحسد..

طالب ف ثانوية عامه، مقضي حياته كلها فيس بوك وبلاي ستيشن وخروجات ، يعني من الاخر عايش حياته بالطول والعرض ومش فارق معاه اي حاجة ومتخيل انه آينشتين عصره ومش بيذاكر ولا بيحضر دروسه على اساس انه قبل الامتحان بكام يوم يذاكر ويطلع من الأوائل كمان.

المصيبة ان مش هو بس اللي فاكر كدا، ده اهله كمان زي كل الاهالي متخيلين ان ابنهم عبقري ومفيش منه اتنين.

ييجي الامتحان ويوم الامتحان يكرم المرء او يهان، الواد طبعا داخل الامتحان مش مذاكر اي حاجة، يغش اللي يقدر عليه ويألف الباقي ويخرج من اللجنة بطنه مكركبه وحالته حاله ولما أهله يسألوه عملت ايه في الامتحان يقولهم انه نسي كل اللي ذاكره اول ما استلم ورقة الاسئلة (وده حاجة طبيعية مع واحد مذاكرش غير قبل الامتحان بيوم أو يومين) وربنا يستر.

يوم النتيجة بكاء وصراخ.. فيه ايه يا اخوانا ؟؟ ده الواد جاب مجموع قليل ومش هيعرف يدخل كلية من كليات القمة اللي نفسه فيها.. لا حول ولا قوة الا بالله.

وتبدأ بقى اسطوانة ان الواد محسود وان جيرانه ام ميمي وام ترتر بيحسدوه عشان هو احسن من عيالهم وان زمايله في المدرسة بردو بيحسدوه عشان هو احسن منهم والحسد هو اللي خلى الواد يا عيني مجابش مجموع يدخل بيه معهد ري بالتنقيط.. ولو قلتلهم ابنكم مش محسود ولا نيله يقولولك ازاي ده الحسد مذكور في القرآن ولو كترت في الكلام ممكن يتهموك في دينك وانك مش مصدق كلام ربنا سبحانه وتعالى.

اخو الواد ده الكبير مخلص كلية تجارة من 3 سنين ولسه مشتغلش.. مش بس بسبب ان الحكومة مش موفرة فرص عمل للناس بس كمان عشان هو مفيش يوم من ال3 سنين دول فكر فيه انه ينزل يدور على شغل، او يبعت سيرته الذاتيه لأي شركه غير بس على النت، ومحاولش انه يدور على شغل ف بلد تانيه غير اللي هو قاعد فيها، ومكتفي بانه قاعد في بيتهم ابوه بيصرف عليه ومش بيعمل اي حاجة مفيدة في حياته وعايش ملوش معنى.

وكالعادة طبعا الواد مقتنع انه محسود عشان كدا هو مش بيشتغل وقاعد في البيت على الرغم من ان زمايله المجتهدين اشتغلوا ومش بس زمايله اللي معاهم واسطة، واهله طبعا مقتنعين ان الواد يا حبة عيني محسود من نفس الجيران اللي حسدوا ابنهم اللي في ثانوية عامه، او من زمايله اللي كانوا معاه ف الكلية واللي هو طبعا كان احسن منهم واحلى منهم واشطر منهم. 

العاطل والفاشل والأب والام اقتنعو بحجة الحسد عشان ميحملوش نفسهم اي مسئولية ويريحوا دماغهم.. افتكروا بس ان ربنا سبحانه وتعالى ذكر الحسد في القرآن الكريم واخدوه حجة عشان يبرروا فشلهم.. ونسيوا إن ربنا سبحانه وتعالى زي ما ذكر الحسد في القرآن ذكر السعي وربطه بالرزق دايما.. مفيش دابة ربنا سبحانه وتعالى بيرزقها بدون سعي. ولازم يكون فيه إتقان في العمل عشان نلاقي النتيجة اللي احنا عايزينها وربنا سبحانه وتعالى يرضى عننا.

ربنا سبحانه وتعالى قال للسيدة مريم " وهُزي إليكِ بجذعِ النخلةِ تُساقطِ عليكِ رطباً جنياً" الله سبحانه وتعالى قادر انه يسقط الرطب على السيدة مريم من غير ما تهز جذع النخلة، وجذع النخلة نفسه مفيش بني آدم يقدر انه يهزه للدرجة اللي تخلي الرطب يسقط، لكن حكمة الله سبحانه وتعالى انه يخلي السيدة مريم عليها السلام تقوم بعمل يعتبر سعي ويرزقها هو سبحانه وتعالى بالرطب الجني لتاكل وتقر عينا، ودي حكمة من الخالق عز وجل عشان نسعى دايما لرزقنا.

رمي كل المصايب والمشاكل على الحسد نوع من السلبية اللي احنا حبيناها عشان بتخلي عندنا قناعة زائفة ان الفشل بتاعنا بسبب قدرة غيبية ومش بسبب اخطاءنا احنا وبالتالي بنريح دماغنا ومنحاولش اننا نصلح نفسنا وفي الآخر بنستغرب احنا ليه حالنا كدا؟؟


أحمد عويضه

No comments:

Post a Comment